رمضان لناضره قريب أنشاء الله

رمضان بين العادة والعبادة

الحمد لله.. فرض على عباده صيام شهر
رمضان وأنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه،

أما بعد:
فاعلم أخي المسلم أن الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام فرضه الله
على عباده تزكيةً لنفوسهم وتربية لأبدانهم، وغذاءً لقلوبهم، قال سبحانه
وتعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يَا أَيُهّا الذين آمنُوا كُتِبَ
عَليكُمُ الصّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلكُم
تَتقُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [البقرة:179]، لا كما يزعمه أهل الضلال والانحلال من أن
الله فرضه ليشق على عباده ويكلفهم مالا يطيقون، وإنما السر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لِيَعلم اللّهُ من يَخَافُهُ بِالغَيبِ
[المائدة:94]، وإلا لو قال العبد: إني صائم وانزوى في مكان عن أعين الناس
يأكل ويشرب ويستمتع ما شعر به أحد، لكنه لا يغيب عمن لا تخفى عليه خافية،
فهذه الخشية بالغيب هي سر التكليف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لَعَكُم تَتَقُونَ .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على من يجب؟.. وهو واجب على المسلم العاقل البالغ القادر
المقيم. وحقيقته الإمساك عن جميع المفطرات بنية التعبد لله من طلوع الفجر
إلى غروب الشمس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ماهو فضله؟.. هو من أجلّ العبادات وأفضلها، قال سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شَهّرُ رَمَضّانَ الّذي أُنزِلَ فيهِ الّقُرآنُ
[البقرة:185]، فإنزال القرآن فيه علامة على فضله.
وقال سبحانه في الحديث القدسي: { كل عمل ابن
آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به }
[متفق عليه من حديث أبي هرّيرة رضي الله عنه].
قال ابن رجب في لطائف العارف: ( فاستثناء الصيام لا ينحصر تضعيفه في هذا
العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة بغير حصر ولا عدد، فإن الصيام
من الصبر والله قد قال في الصبر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إنّمَا يُوَفّى الصابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ
[الزمر:10] ولهذا ورد عن النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] { أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر }
[رواه أبو داود]، وفي حديث آخر قال: { الصوم
نصف الصبر } [رواه الترمذي].
والصبر ثلاثة أنواع، صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على
أقدار الله المؤلمة وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم، فإن فيه صبراً على ما
يحصل للصائم فيه من الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن.
شرف الزمان يحصل به مضاعفة الأجور على الأعمال.. جاء في الصحيحين عن النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أنه قال: { عمرة في رمضان تعدل حجة }،
أو قال: { حجة معي }، وذكر
أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخة أنهم كانوا يقولون: ( إذا حضر رمضان
فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره ).
قلت: والمقصود بالانبساط في النفقة أي على الفقراء والمحتاجين وتفطير
الصائمين ونحو ذلك لا ما يفعله كثير من الناس اليوم من الإسراف بالمآكل
والمشارب.
وقال النخعي.. صوم يوم في رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف
تسبيحة، وركة فيه أفضل من ألف ركعة.
وقد يضاعف الثواب بأسباب أخرى منها: شرف العامل عند الله وقربة منه، وكثرة
تقواه، كما ضوعف أجر هذه الأمة على أجور من قبلهم من الأمم و أعطوا الكفلين
من الأجر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهذا
المحب العارف لربه علم أن الصيام كسر للنفس فإن الشبع والري ومباشرة
النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة، فإذا انكسرت النفس تخلى القلب
للفكر والذكر، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر سورة الشهوة والغضب،
ولهذا جعل النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الصوم وجاء لقطعه شهوة النكاح.
وخصلة أخرى من خصال هذا المحب المحقق لعبادة ربه في الصيام علمه بأنه لا
يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام
إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه الله في كل حال، من الكذب والظلم
والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم عملاً بقوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: { من لم يدع قول الزور والعمل فليس لله حاجة في أن
يدع طعامه وشرابه } [أخرجه البخاري]، قال أحدهم:

إذا لم يكن في السمع
مني تصاون *** وفي بصري غض وفي منطقي صمت

فحظي إذاً من صومي الجوع والظما *** وإن قلت إني صمت يومي فما صمت

وهذا المحب أيضاً هو الذي استبشر بدخول الشهر لعلمه بما يجده من
اللذه بصيامه ومن أنس في قيامه، فنهاره تسبيح وتهليل وتحميد وأمر بالمعروف
ونهي عن المنكر وصدقة وبر وإغاثة وإحسان، وليله لا يتهجع فيه إلا القليل
تحسباً للهجوع الطويل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ
اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[الذاريات:18،17]، سرى المحب في مناجاة حبيبه ونجوم الليل تضيء مواطن
سجوده، تدبر واعتبار واستغفار بالأسحار فهو على هذا الحال طوال أيام شهره
ولياليه، بل إذا أدركته العشر الأواخر جدّ كما كان يجدّ رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فيشد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله مستشعراً قوله صلى الّه عليه وسلم: { من قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غفر له ما
تقدم من ذنبه } مستحضراً قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: { التمسوها في العشر الأواخر من رمضان }
فإذا كانت صبيحة العيد تحققت له أولى الفرحتين ممزوجة بالحزن على فراق
الحبيب الذي قضى في كنفه طوال أيام الشهر، فإذا دموعه تنهمر حين يصبح
مفطراً حامداً لله على تمامه الصيام حزيناً على فراق رمضان ولسان حاله
يقول:

إذا الخل أرسى بالمقام
رحاله *** تمنيت أن تبقى دواماً مدانيا

نقيم على الإحسان والعيش طيب *** كأنا بجنة عدن بين تلك الرواتيا

وفي لحظة عزم الرحيل وقال لي *** شددت رحالي صوب أهلي وداريا

وفي قابل ألقاكم بعدغيبة *** فأشعرته قد لا أكون ملاقيا

وختاماً:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هَذَا بَلاغٌ لِلنّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيعلَمُوا
أنَما هُوَ إلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيذّكّرَ أولُوا الألبابِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[إبراهيم:52].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التوقيع

" اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان "

جزاك الله خير أخي الوافي

التوقيع

بارك الله فيك وشكراً على مرورك أخي أبوتركي

التوقيع

جزاك الله خير أخي الوافي

التوقيع

بارك الله فيك أخي وصديقي شموخ رجل وشكراًجزيلآعلى مرورك

التوقيع

نسال الله انه يبلغنا رمضان وان يجعلنا ممن يكتبلهم المغفره ومشكور اخي الوافي

التوقيع

أهلا ياراقي منور جزاك الله كل خير وشكراً على مرورك

التوقيع