بعد أن التقيا وجهاً لوجه كلاعبين في كأس العالم FIFA، يجتمع دونجا ودييجو مارادونا في جنوب أفريقيا ليخوضا منافسة بين العمالقة للحصول على عضوية نادي يتمتع بخصوصية شديدة في عالم الساحرة المستديرة.
فالنصر في جنوب أفريقيا سيعني للمدرب البرازيلي أو نظيره الأرجنتيني كتابة اسمه كثالث رجل يفوز بالكأس كلاعب وكمدرب، بعد ماريو زاجالو وفرانز بيكنباور.
فقد كان البرازيلي زاجالو هو أول من حقق هذا الإنجاز، حيث فاز بكأس جول ريميه كلاعب في عامي 1958 و1962، ثم كمدرب لمنتخب بلاده في عام 1970. وتبعه بيكنباور الذي كان يحمل شارة الكابتن عندما فازت ألمانيا الغربية بالكأس على أرضها عام 1974، ثم قاد الألمان من خارج المستطيل الأخضر ليحققوا النصر الكبير في إيطاليا 1990.
وكانت بطولة إيطاليا 1990 هي نفسها التي التقى فيها مارادونا ودونجا على أرض الملعب، وتغلب فيها الأول على الثاني بتمريرته القاتلة التي سجل منها كلاوديو كانيجيا الهدف الوحيد الذي شهدته تلك المباراة من مباريات الدور الثاني بين قوتي أمريكا الجنوبية العظمتين. ولكن الجماهير لم تشهد تتويج أي منهما في إيطاليا، حيث رفع مارادونا الكأس وهو يحمل شارة قيادة المنتخب الأرجنتيني قبل تلك البطولة بأربع سنوات، بينما جاء موعد دونجا بعدها بأربع سنوات.
ولكن إذا كان عدم الحصول على عضوية هذا النادي المتميز لا يمثل مشكلة حقيقية، رغم أن العيون لن تغفل أبداً عن أداء مارادونا وستضعه دائماً تحت المجهر، فإن مستوى المنتخبين في البطولة يجب أن يرقى لمستوى خبرة مدربيهما، وينطبق الأمر نفسه على المدربين الستة الآخرين الذين نالوا من قبل شرف تمثيل بلادهم كلاعبين في أكبر مسرح كروي عالمي.
فقد لعب مدرب كوريا الجنوبية هوه جونج مو ضد مارادونا في بطولة المكسيك 1986، وسجل لصالح منتخب بلاده في مرمى إيطاليا. ولعب مدرب الدنمارك مورتن أولسن في تلك البطولة نفسها مع الفريق الدنماركي الذي بلغ دور الستة عشر، بينما كان المكسيكي خافيير أجيري هو لاعب ارتكاز أصحاب الأرض.
وشارك مدرب سلوفاكيا فلاديمير فايس في مباراة واحدة مع منتخب تشيكوسلوفاكيا السابقة عام 1990، وكانت تلك المباراة هي آخر مباريات دور المجموعات ضد إيطاليا، التي سيواجهها مرة أخرى مع المنتخب السلوفاكي في آخر مباريات دور المجموعات في جنوب أفريقيا أيضاً. أما النيوزيلندي ريكي هربرت فقد كان أحد أعضاء الفريق الوحيد الذي مثل بلاد الكيوي في نهائيات كأس العالم 1982 FIFA.
والوحيد الذي سيقود في جنوب أفريقيا منتخباً غير الذي لعب له في كأس العالم FIFA هو فابيو كابيلو مدرب المنتخب الإنجليزي، الذي شارك مع المنتخب الإيطالي في نهائيات عام 1974. ولكن هذه ليست هي الحالة الأولى في تاريخ البطولة، وإذا اضطر كابيلو لمواجهة الفريق الإيطالي – وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا إذا بلغ الفريقان المربع الذهبي – فإنها لن تكون المرة الأولى التي يواجه فيها أحد المدربين المنتخب الذي كان يلعب ضمن صفوفه في أهم بطولة كروية.
ففي عام 2006 قاد ريكاردو لا فولبي المكسيك في مباراة دور الستة عشر ضد الأرجنتين، التي كان حارساً احتياطياً لمرماها في بطولة 1978. وفي عام 1970 قاد ديدي – أحد لاعبي البرازيل في بطولتي 1958 و1962 – منتخب البيرو في مباراة دور الثمانية ضد فريق زميله القديم زاجالو. وكما حدث مع لا فولبي، خسر ديدي على يد منتخب بلاده.
إن النجاح في بطولة كأس العالم FIFA كلاعب لا يضمن على الإطلاق أن ينجح المرء فيها كمدرب. ولدينا العديد من الأمثلة على ذلك، فقد أخفق يورجن كلينسمان في البطولة التي استضافتها ألمانيا منذ أربع سنوات رغم أنه توج بطلاً للعالم في 1990، وبعد أن فاز جييرمو ستابيلي بلقب هداف البطولة الإفتتاحية عام 1930 سقط مع منتخبه الأرجنتيني الذي جاء ترتيبه الأخير في مجموعته في الدور الأول عام 1958.
وعلى وجه النقيض، يخبرنا التاريخ بأن المدرب يمكن أن يستفيد كثيراً من تجاربه القاسية كلاعب. فعندما تقابل المنتخبان الإنجليزي والأمريكي في بطولة البرازيل عام 1950، كان آلف رامزي أحد لاعبي المنتخب الإنجليزي الذي لحق به عار الهزيمة 1-0 على يد الأمريكيين غير المحترفين، ولكنه استفاد من دروس فشل الإنجليز في تلك البطولة ليقودهم بعد 16 عاماً نحو منصة التتويج.